مَاذَا يَضِيرُكَ لَوْ أَنْصَفْتَ يا حُبُّ
فِي كُلِّ حالٍ أَنا المَتِيمُ الصَّبُّ
لَها الجَمالُ وَلِي طَرْفٌ يَهِيمُ بِه
لَها الدَّلالُ وَلِي قَلْبٌ لَهُ يَصْبُو
لَها العُيُونُ مُحِيطٌ قَدْ غَرِقَتْ بِهِ
وَلا يُحِيطُ بِما فِي قَعْرِهِ لُبٌّ
لَها الرُقادُ وَلِي مَا بَاتَ يَحْرِمُنِي
طَيِّبَ المَنامِ فَبِي مِنْ نارِها شَبُّ
فَلا أَنَامُ وَلَا أَصْحُو سِوَى وَلِهًا
غُنْجِِهَا وَلَهَا مِنْ غُنْجِهَا حَسْبُ
لَهَا بِحُبِّي أَشْعارٌ تُشِيدُ بِهَا
وَلِي العَنّا وَ الضَّنَى وَالضَنْكُ وَالكَرْبُ
لَها التَّمَتُّعُ بِالنُّعْمَى وَلِي خَبَبٌ
نَحْوَ الَّذِي لَيْسَ يُجِدِي نَحْوَهُ الخَبَّ
بِها اِنْتِشاءُ بَراحِ الحُبِّ تُسْكِرُها
وَبِي اِحْتِراقٌ بِنارِ الشَوْقِ لا تَخْبُو
وَإِنْ شَرِبْتُ فَمِنْ مُرٍّ أُجَرَّعُهُ
وَتَسْتَقِي مِنْ مَعِيْنٍ ماؤُهُ عَذْبٌ
دُرُوبُها فُرِشَتْ بِالوَرْدِ تَسْلُكُهَا
وَلِي مِنَ الشّوْكِ ما يَشْقَى بِهِ الدَرْبُ
يا حُبُّ أَنْصِفْ وَهَبْنِي بَعْضَ راحَتِها
وَاقْسِمْ لَها بَعْضَ شَوْقِي يَسْتَوِي الكَرْبُ
أَنْصِفْ بِقِسْمَةِ ما فِي الحُبِّ مِنْ كَلَفٍ
فَنَحْنُ خِلّانِ فِي رَكْبِ الهَوَى صَحْبُ