أشواق وأذواق

مرثاة للحبيب أبوبكر علي المشهور رحمه الله

أبو بكر العدني ابن علي المشهور (1366 – 1443 هـ) فقيه وأديب ومتصوف ومفكّر وداعية إسلامي يمني. ينتمي إلى أسرة السادة آل باعلوي الحضارمة. ويعتبر من أشهر أعلام مدرسة التصوف العلوية الحضرمية في التاريخ المعاصر. أنشأ عشرات المعاهد التربوية التعليمية في اليمن، ومراكز للدراسات والأبحاث العلمية. وله العديد من المؤلفات والمنظومات والأطروحات الفكرية في مختلف المجالات. وفي في إحدى مشافي العاصمة الأردنية عمّان ظهر يوم الأربعاء الثامن والعشرين من شهر ذي الحجة سنة 1443 هـ الموافق للسابع والعشرين من شهر يوليو عام 2022 م بعد تعب ألمّ به وهو في اليمن سافر على إثرها للأردن لإجراء الفحوصات اللازمة.

أَسِفْتُ وَهَلْ يُجْدِي المُصَابَ التَأَسُّفُ؟
وَفِي الدمعِ مِنْ بَعْضِ الرَّزَايَا تَخَفُّفُ
وَحُزْنِي وَإِنْ لَمْ تُنْصِفِ القَلْبَ نارُهُ
لَيُجْرِيْ مِنْ العَيْنِ الدُمُوعَ فَتُنْصِفُ
لَقَدْ راعَنِي ما ذاعَ مِنْ كُلِّ جانِبٍ
مِنَ انْباءِ ثُلْمِ الدِّينِ وَالمَوْتُ يُرْجِفُ
وَأَنَّ سِهامَ المَوْتِ نالَتْ مَنْ الَّذِي
إِلَيْهِ انْتَهَى المَجْدُ المُنِيفُ المُشَرَّفُ
وَرِيثِ عُلُومِ الأَوَّلِينَ إِذا انْتَمَتْ
مُجَدَّدَهَا وَالناسُ بِالجَهْلِ تَهْرِفُ
تَجَسَّدَت الأَخْلاقُ فِيهِ كَأَنَّما
بِهِ كُلُّ أَخْلاقِ المَعالِي تُعَرَّفُ
وَهِمَّتُهُ عُنْوانُ مَنْ شَأْوُهُ العُلا
وَمَنْ فِي سَبِيلِ المَجْدِ يَسْعَى وَيَعْكُفُ
أَبُوبَكْرٍ العَدْنِيّ عَالٍ مَقامَهُ
وَمَنْ ذا الَّذِي مِنْ نَبْعِهِ لَيْسَ يَغْرِفُ
تَجَنَّبَ خَوْضاً فِي السَّفاسِفِ سالِكاً
طَرِيقَ جُدُودٍ فِي المَكارِمِ أَسْلَفُوا
وَلَمْ يَسَعْ فِي الدُّنْيا لِنَيْلِ مَناصِبٍ
بِها ذَلّت الأَقْوامُ وَالذُلُّ مُخْسِفُ
فَكانَ رَكِيناً بَلْ مَلاذاً لِأُمَّةٍ
بِهِ عَصَفَتْ أَفْكارُ كُفْرٍ تُجدّفُ
مُرَبٍّ عَلَى وَعْيِ شَباباً مُوَجِّهاً
مُزِيلاً غِطاءَ الجَهْلِ حَتَّى تَحَصَّفُوا
يُواكِبُ عِلْمَ العَصْرِ يَأْخُذُ زُبْدَهُ
وَيَنْبُذُ ما يُزْرِي وَلا يَتَعَجْرَفُ
عَلِيمٌ بِأَدْواءِ القُلُوبِ يُطِبُّها
بِسُنَّةِ خَيْرِ الخَلْقِ لا يَتَفَلْسَفُ
يُؤَلِّفُ بَيْنَ الوَحْيِ وَالكَشْفِ نَسْجَهُ
بِصُوفِيَّةٍ يَصْفُو لَدَيْها التَصَوُّفُ
عَلَيْهِ شَآبِيبُ الرَحِيمِ تَواتَرَتْ
لِتُرْوِي ضَرِيحاً نَحْوَهُ الناسُ تَزْحَفُ
وَأَسْكَنَهُ الرَحْمٰنُ أَعْلَى جِنانِهِ
جِوارَ حَبِيبٍ ظَلَّ عَنْهُ يُعَرِّفُ
وَأَوْرَدَنا بِالحُبِّ نَهْجَ سَبِيلِهِ
فَلم نَكُ مِمَّنْ قِيلَ عَنْهُمْ “تَخَلَّفُوا”

نُشرت بواسطة محمد الأمين محمد الهادي

محمد الأمين محمد الهادي شاعر وصحفي وسياسي صومالي، من مواليد 23 مايو 1967م في مدينة براوة الساحلية الواقعة جنوب الصومال. عمل في وزارة الإعلام الصومالية ما بين يناير 1985 إلى ديسمبر 1990م مذيعا للنشرات العربية في إذاعة مقديشو وقناة التلفزيون الرسمية، وكاتبا في جريدة نجمة أكتوبر، وأصبح نائب رئيس القسم العربي في الإذاعة. بدأ كتابة الشعر في سن مبكرة من طفولته، وكتب في الغزل وفي الوطنيات وفي كل المواضيع.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.