فَرّطْتِ فِي حُبِّ مَنْ يَهْواكِ فَاحْتَمِلِي
هِجْرانَهُ إِنَّ بَعْضَ الهَجْرِ تَأْدِيبُ
حَتَّى تُحِسِّي بِنَارِ الصَدِّ بَعْدَ جَوًى
قَدْ ذاقَ مِنْها وَلَمْ يَنْفَعْهُ تَطْبِيبٌ
فَرَطْتِ فِيهِ وَقَدْ أَغْرَتْكِ طِيبَتُهُ
كَأَنَّ طِينَتَهُ فِي أَصْلِها طِيْبُ
حَمّالُ كُلِّ أَذىً فِي الحُبِّ مُصْطَبِراً
كَأَنَّهُ فِي احْتِسابِ الصَبْرِ يَعْقُوبُ
لا يَشْتَكِي الضُّرَّ مَهْما يَسْتَبِدَّ بِهِ
كَأَنَّهُ فِي احْتِمالِ الضَرِّ أَيُّوبَ
فَرّطْتِ فِيهِ فَتًى تَفْدِيكِ مُهْجَتُهُ
إذْ لَنْ يُقِيمَ بِها إِلّاكِ مَحْبُوبُ
فَجَرِّبِي بَعْدَهُ الدُنْيا بِأَجْمَعِها
لِتَعْلَمِي أَنَّهُ فِي النّاسِ يَعْسُوبُ
سَتَسْأَلِينَ غَداً ماذا فَعَلْتُ بِهِ؟
وَتَعْجَبِينَ فَلَا تَفْنَى الأَعَاجِيبُ
يا أَيْنَ أَنْتَ؟ وَماذا قَدْ دَهاكَ تُرَى؟
هَلْ أَنْتَ عَنْ مِحْنَتِي جَرّاكَ مَحْجُوبُ
وَلِمْ تَغَيَّبْتَ عَنْ دُنْيايَ أَجْمَعِهَا
أَلا تَرَى أنّ قَلْبِي فِيكَ مَشْبُوبُ
فَتِلْكَ -يَا تِيكَ- مَعْنَى “قَشَّةٍ قَصَمَت
ظَهْرَ البَعِيرِ”، وَلٰكِنْ حِمْلُهَا الحُوبُ
فَاسْتَغْفِرِي الحُبَّ إِنَّ الذَّنْبَ مُغْتَفَرٌ
لَدَى المُحِبِّ إِذاَ ناجَتْهُ رُعْبُوبُ
وَأَقْبِلِي يَحْتَضِنْكِ القَلْبُ بَعْدَ أسىً
وَلا عَلَيْكِ عَلَى ما فاتَ تَثْرِيبُ
ثُمَّ ادْفِنِي رَأْسَكِ المَصْدُوعَ فَوْقَ ثَرَى
صَدْرَ الحَبِيبِ فَدِفْءُ الصَدْرِ تَطْبِيبٌ